وأن هناك كثيرا من أنواع برامج الحمية، لكن مع الاسف الشديد جميعها لا تمت للبرنامج الغذائي الصحي، لما قد تسببه من مضاعفات للصحة، أو أنها قد تحقق النجاح لشخص من دون آخر على الرغم من ظهور سلبيات عدة على الصحة.
من بين هذه الأنواع:
-1 الريجيم المائي: ويعتمد الأنسان فيه على تناول كميات كبيرة من الماء فقط طوال اليوم، وبذلك يتحقق تخفيف الوزن بسرعة فائقة، ولكن آثاره السلبية كثيرة وخطيرة على العضلات واعضاء الجسم، كالقلب والكلى والدم والكبد والبنكرياس.
-2 ريجيم الوجبة الواحدة: يعتمد الانسان في هذا البرنامج على وجبة واحدة في اليوم من دون مراعاة الكمية او النوعية المناسبة من الاغذية المتناولة، وفيه يتم تغيير الوزن ببطء، أما بنقصان أو بزيادة، ومن نتائجه السلبية التعب والاجهاد والضعف العام في الصحة العامة.
-3 الريجيم الجاف: يعتمد فيه على الأغذية الجافة وعدم تناول السوائل والماء، لذلك يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والسوائل الضرورية له من دون التأثير على المخزون الدهني والشحمي في الجسم، ومن آثاره السلبية على الصحة جفاف الجسم، وارهاق الجهاز الهضمي والبولي والكليتين ورفع مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم، مع احتمال الإصابة بامراض القلب والشرايين والكبد، والسكري والامراض النفسية والانفعالات العصبية.
4 - الريجيم بتقليل الطاقة الحرارية: ويعتمد الانسان فيه على كميات أقل من احتياجاته اليومية من الطاقة الحرارية اللازمة لاستمرار الحياة اليومية، بخفض هذه الكميات إلى معدلات قليلة جدا، وهذا له اثر في التخلص من المواد الدهنية والانسجة الشحمية بسرعة كبيرة، ما يفقد الجسم الانسجة والاغشية المحيطة بالعظام، والعضلات وأجهزة الجسم الحيوية الداخلية والتي تحتاجها للوقاية من الصدمات الخارجية، والامراض اثناء عملها واداء وظائفها اليومية.
5- ريجيم النوع الواحد: يعتمد خلاله على نوع واحد من الطعام طوال فترة الريجيم، على سبيل المثال الموز او التفاح، او الخس او السلطة، وبذلك يتمكن الجسم من التخلص من الوزن الزائد وبكميات كبيرة وفي ايام قليلة، ولكن له آثار صحية سيئة على الانسان، مثل فقدان الشهية للأكل والتوتر والاضطرابات النفسية والجسيمة والهضمية والعصبية، نتيجة حرمان الجسم من المكونات الاساسية للتغذية الصحية.
6 - الريجيم بتناول الأدوية والعقاقير: يعتمد في هذا على تناول العقاقير والأدوية المركبة، وحبوب التخسيس، والتي لها تأثير مباشر على جميع أجهزة الجسم الداخلية.
7 - الريجيم بتناول المواد البروتينية: ويعتمد على الافراط في تناول المواد الغذائية البروتينية كاللحوم والاسماك والبيض التي تحتاج الى طاقة حرارية عالية في هضمها، اعتمادا على عمل وظائف الكليتين والكبد الاضافية في التعامل للتمثيل الغذائي للبروتينات داخل الجسم، مما ينتج عنه انقاص الوزن بدرجة منخفضة، وأهم أضراره الاصابة بالنقرس، وهبوط في كفاءة الكبد ووظائفه والكلى.
8 - الريجيم بتناول المواد الدهنية: يعتمد في هذا النوع على الافراط في تناول الدهون والشحوم كالزبدة والقشدة والكريمة، ما يؤدي إلى ابطاء الحركة الهضمية واحداث إسهال، وعدم قدرة القناة الهضمية على الاستفادة من المواد الغذائية، وينتج عن ذلك نقصان الوزن والاصابة بالتحلل الكيميائي نتيجة حرق المواد الدهنية، وكذلك الاصابة بأمراض نقص التغذية وفقر الدم وضعف كفاءة الانسجة والاجهزة الحيوية الداخلية لوظائفها، وتراكم العضلات داخل الجسم وضعف وارتخاء عضلات المعدة والامعاء،
9 - الريجيم باستخدام السونا وحمامات البخار: من اكثر المعتقدات الخاطئة استخدام السونا والبخار والتدليك كأسلوب للتخلص من الدهون والسمنة والوزن الزائد، فانخفاض الوزن نتيجة استخدام السونا والبخار ظاهرة موقتة نتيجة فقدان الجسم للسوائل عن طريق الحرارة والتعرق الغزير، وسرعان ما يعوض الجسم هذه السوائل.
وبما أن اكثر برامج الحمية انتشارا هي ريجيم النوع الواحد، والريجيم بتناول الادوية والعقاقير، يتناول الدكتور حيات هذين النوعين بمزيد من الايضاح، فيقول إن من الاخطاء الجسيمة الاعتماد على وجبة غذائية من نوع واحد، لما لها من آثار خطيرة على الصحة التي قد تصل الى حالة انهيار الصحة العقلية والنفسية والبدنية، وذلك نتيجة فقدان الجسم للبروتين الموجود في الجسم، وكذلك الدهون وفي بعض الحالات الشديدة قد تصل أخطار هذا الريجيم إلى الوفاة.
اما الريجيم الذي يعتمد على الادوية والعقاقير وحبوب التخسيس، فيعتمد الشخص على أدوية مثل صلاحيات الغدة الدرقية، ومدرات البول والعرق ومثبطات الشهية، ولها مفعولها في تخفيف الوزن بالتخلص من السوائل في الجسم، ولكن إلى متى يمكن للانسان الاعتماد على هذه الطريقة ولفترات طويلة. وإن افترضنا أن توقف الإنسان عن تناول هذه العقاقير بعد الحصول على نتائج إيجابية والتخلص من الوزن، فإن الجسم يبدأ مرة أخرى بتعويض ما فقده خلال فترة الريجيم من السوائل وبسرعة كبيرة جدا، كما أن لهذه الادوية والحبوب تأثيرا سلبيا وضارا جدا على صحة الجسم وسلامة العقل، واحتمال الإصابة بالسكري وفقر الدم وتشنج العضلات وهبوط القلب والكلى والاضطراب الهرموني.
ولعل اتباع الدليل الغذائي الصحي يعتبر الخطوة الأولى في التحكم والمحافظة على الوزن والصحة العامة. وعند اتباع نظام غذائي يجب أن يختار الشخص ما يكون مناسبا له من أطعمة تحتوي على المواد الأساسية والضرورية لحاجة الجسم وهي:
- الكربوهيدرات: على أن تكون نسبتها من 60-50 في المئة من مجموع السعرات الحرارية في اليوم.
- المواد البروتينية: وتكون نسبتها من 20-10 في المئة من مجموع السعرات الحرارية في اليوم.
- المواد الدهنية: وتكون نسبتها 30-20 في المئة من مجموع السعرات الحرارية في اليوم.ويمكن إيجادالمكونات الأساسية للغذاء بالنسبة ذاتها المقترحة سابقا، لكن بأقل محتوى للمكونات الدهنية، وذلك باختيار ما يناسبنا من المواد البروتينية، (كالأسماك والدجاج واللحم الصافي والخالي من الشحوم والدهون، والبيض والبقوليات ومنتجات الألبان الخالية الدسم)، والمواد الكربوهيدراتية من خضراوات وفواكه طازجة، وخبز ومعكرونة وأرز أسمر وغيرها من الحبوب الأخرى.
أما المواد الدهنية فالأفضل الزيوت النباتية والصلصات القليلة الدسم بمختلف أنواعها، وأؤكد أن اتباع أسلوب واستراتيجية التوازن الغذائي والرياضي، يؤدي إلى المحافظة على الوزن مدى الحياة، إذا استمر الإنسان في تنظيم أسلوب حياته اليومية وطريقة التغذية الصحية المتوازنة، بتناول كل ما يحتاج إليه الجسم من المواد الغذائية الطازجة والسهلة الهضم والامتصاص، وكذلك من حيث الكمية والنوع، وتجنب الإفراط الغذائي في المواد الدهنية والسكريات والحلويات واللحوم الحمراء، والابتعاد عن الريجيم العشوائي، مع ضرورة ممارسة الرياضة لأي نشاط حركي لمدة 45-30 دقيقة، على مدى 3 أيام في الأسبوع. وليعلم جمعينا أن برنامج التوازن الغذائي والرياضي لا يهدف فقط إلى فقدان الوزن والتخلص من السمنة أو الدهون في الجسم، بل لاكتساب اللياقة البدنية والصحة العامة.